عناد الوليد بن المغيرة
{ذرني ومن خلقت وحيدا 11 وجعلت له مالا ممدودا 12 وبنين شهودا 13 ومهّدت له تمهيدا 14 ثم يطمع أن أزيد 15 كلاّ إنه كان لآياتنا عنيدا 16 سأرهقه صعودا 17 إنه فكّر وقدّر 18 فقتل كيف قدّر 19 ثم قتل كيف قدّر 20 ثم نظر 21 ثم عبس وبسر 22 ثم أدبر واستكبر 23 فقال إن هذا إلا سحر يؤثر 24 إن هذا إلا قول البشر 25 سأصليه سقر 26 وما أرداك ما سقر 27 لا تبقي ولا تذر 28 لوّاحة للبشر 29 عليها تسعة عشر 30}
المفردات:
ذرني ومن خلقت وحيدا: دعني وإياه ،فإني أكفيكه .
/م11
التفسير:
11-ذرني ومن خلقت وحيدا .
أي: دعني وحدي ومن خلقته ،فأنا أكفيك أمره ،وأغنيك في الانتقام منه عن كل منتقم .
قال ابن عباس وغيره: نزلت هذه الآية وما بعدها في الوليد بن المغيرة ،بل قيل إن هذا القول متفق عليه .
قال مقاتل:
المعنى: خلّ بيني وبينه فأنا أنفرد بهلكته ،وفي هذا وعيد شديد على تمرده ،وعظيم عناده واستكباره ،لما أوتيه من بسطة المال والجاه ،وكان يقول: أنا الوحيد ابن الوحيد ،ليس لي في العرب نظير ،ولا لأبي نظير ،وقد تهكم الله به وبلقبه ،وصرفه عن الغرض الذي كانوا يقصدونه ،من مدحه والثناء عليه إلى ذمّه وعيبه ،فجعله وحيدا في الشر والخبث .
ولك أن تتصور مخلوقا ضعيفا أمام قدرة الخالق المدبّر ،الذي يقول للشيء كن فيكون ،وذكر المفسرون أن هذا الشقي –الوليد بن المغيرة- ما زال بعد نزول هذه الآية في نقص من ماله وولده حتى هلك .