المفردات:
نومكم سباتا: قطعا لأعمالكم ،وراحة لأبدانكم .
الليل لباسا: ساترا لكم بظلمته كاللباس .
النهار معاشا: تحصّلون فيه ما تعيشون به .
التفسير:
9 ،10 ،11- وجعلنا نومكم سباتا* وجعلنا الليل لباسا* وجعلنا النهار معاشا .
النوم آية من آيات الله تعالى ،حيث ينقطع الإنسان عن العمل والكدح ،ويستغرق في نوم هادئ ،حيث تهدأ نفسه ويستريح جسمه ،ويتكامل هدوءه ،ويتجدد بعد النوم نشاطه ،فالنوم نعمة إلهية ،وهو آية ،وفي غزوتي بدر غشى النوم المجاهدين فآنسهم وجدّد نشاطهم وأراح أعصابهم .
قال تعالى: إذ يغشّيكم النعاس أمنة منه ...( الأنفال: 11 ) .
وقال سبحانه وتعالى: ثم أنزل عليكم من بعد الغمّ أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم ...( آل عمران: 154 ) .
وأحيانا ينام الإنسان المجهد دقائق معدودة ،أو يغفى إغفاءة بسيطة ،ثم يستيقظ وقد استراحت أعصابه وتجدد نشاطه ،ذلك أن الله العلي القدير هو الخالق للإنسان ،وخالق الآلة أدرى بما تحتاج إليه ،ولو استمر الإنسان مستيقظا بدون نوم لخارت قواه وضعفت .
قال تعالى: ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله ...( الروم: 23 ) .
وجعلنا الليل لباسا .
الليل يقطع العمل المسترسل ،وفيه الظلام الممتد الذي يغمر الكون ،ويغشاه ويستره كما يستر الثوب ،صاحبه حين يلبسه ،والليل فرصة للهارب ،وفيه يختفي الكامن للوثوب على عدوّه ،للتخلص منه والنجاة من شرّه ،ويتّقي به كل من أراد ألا يطّلع الناس على كثير من أموره .
وجعلنا النهار معاشا .
جعلنا النهار فرصة للسعي على المعاش والكدّ والعمل ،حيث جعله الله مشرقا منيرا ،ليتمكن الناس من السّعي فيه ،والعمل والتكسب والتجارة وغير ذلك .