التفسير:
5- أيحسب أن لن يقدر عليه أحد .
كثيرا ما يأخذ الإنسان الغرور بقوته أو ماله ،أو حسبه أو نسبه ،مع أن الإنسان خلق ضعيفا ،وإن بعوضة تلسعه فربما أصيب بالحمى ،وإن جرثومة تتدسس إلى كيانه لتهدّ بنيانه وتقوض أركانه ،لقد أراح الله الحيوانات من الفكر وحساب المستقبل ،أما الإنسان فإنه يعيش في المستقبل أكثر مما يعيش في الواقع ،وهو في مسيرته بين الضعف والقوة .
قال تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء ...( الروم: 54 ) .
وقال تعالى: وخلق الإنسان ضعيفا .( النساء: 28 ) .
وقد ذكر في أسباب النزول أن الآية نزلت في أحد كفار قريش الأشدّاء ،فقد افتخر بقوته وادعى أنه قادر على الانتصار على عدد من زبانية جهنم .والآية مع ذلك عامة في كل مغرور بعافيته أو ماله أو جاهه ،حين يظن أن الله تعالى لن يقدر عليه .