الحكم: من يتحاكم الناس إليه .
مفصّلا: مبينّاً فيه الحلال وكل ما يحتاجه البشر من الأحكام .
الممترين: الشاكّين .
ذَكَر الله هنا المبدأ الإسلامي الأول وهو مبدأ حق الحاكمية المطلقة لله وحده ،وتجريد البشر من ادّعاء هذا الحق أو مزاولته في أي صورة من الصور ،كما بيّن أنه أنزل القرآن الكريم ،وهو الآية الكبرى ،وأقوى الأدلة على رسالة نبيّه ،وهو الذين يجب الرجوع إليه في أمر الرسالة وإتباع حكمه فيها .
قل لهم أيها النبي: ليس لي أن أتعدّى حُكم الله ،ولا أن أطلب حكَماً غيره يفصل بيني وبينكم .لقد أنزل القرآن الكريم مفصّلاً واضحاً ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ،وبيّن فيه المبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام الحياة جملة ،كما تضمَن أحكاماً تفصيلية في المسائل التي يريد الله تثبيتها في المجتمع الإنساني ،مهما اختلفت مستوياته الاقتصادية والعلمية .
وبهذا وذاك كان في القرآن غَنَاء عن تحكيم غير الله في شأن من شؤون الحياة .ويَعلم الذين أوتوا الكتاب أن القرآن منزل من عند الله مشتملاً على الحق ،كما بشّرت به كتبهم ،لكنهم يحاولون إخفاء ذلك وكتمانه ،فلا تكونّن يا محمد أنت ومن اتّبعك من الذين يشكون في الحق بعد أن بينّاه .قراءات:
قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم: «منزل » بالتشديد .والباقون «منزل » بالتخفيف .