قوله تعالى:{إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ} .
قال البخاري ،عن ابن عباس رضي الله عنهما: شانؤك: عدوك ا ه .
والأبتر: هو الأقطع الذي لا عقب له .
وأنشد أبو حيان ،قول الشاعر:
لئيم بدت في أنفه خنزوانة *** على قطع ذي القربى أجذ أباتر
وقال: شانئك: مبغضك .
وفي هذه الآية يخبر سبحانه وتعالى: أن مبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأقطع .
فقيل: نزلت في العاصي بن وائل .
قال لقريش: دعوه ،فإنه أبتر لا عقب له ،إذا مات استرحتم ،فأنزلها الله تعالى رداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد جاء مصداقها بالفعل في قوله تعالى: في غزوة بدر في قوله تعالى:{وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} .
فقتل صناديد قريش ،وصدق الوعيد فيهم .
ومثله عموم قوله تعالى:{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 45} .
وجاء:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} .
فهي في معناها أيضاً .
وبقي ذكر رسول صلى الله عليه وسلم في عقبه من آل بيته ،وفي أمته كلها .
كما تقدم في قوله تعالى:{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} .