المفردات:
شانئك: مبغضك .
الأبتر: المنقطع من كل خير .
التفسير:
3- إن شانئك هو الأبتر .
مبغضك هو المقطوع الأثر ،وقد روي أنه لما مات القاسم شمت كفار مكة ،وقال العاص بن وائل: دعوه فإنه رجل أبتر لا عقب له ،ولا نسل له من الذكور ،فإذا مات انقطع ذكره ،فأنزل الله تعالى هذه السورة توضّح أن محمدا صلى الله عليه وسلم في عز من الرحمان ،ومنعة من المسلمين ،ودينه في انتصار ،وأن المسلمين جميعا من زمانه إلى يوم القيامة في منزلة أبنائه وأحفاده ،فهو كالوالد لهم ،أما أعداؤه فهم مبتورون من رحمة الله .
أما محمد صلى الله عليه وسلم فقد أبقى الله ذكره على رؤوس الأشهاد ،وأوجب شرعه على رقاب العباد ،مستمرا على دوام الآباد ،إلى يوم الحشر والمعاد ،صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم التنادvii
***
تم بحمد الله وفضله وتوفيقه تفسير سورة ( الكوثر ) مساء الثلاثاء 20 من ربيع الأول 1422 ه ،الموافق 12/6/2001 ،والحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
i تفسير جزء عم ،للإمام محمد عبده ،ص 126 ،وقارن بتفسير النيسابوري 30/175 .
ii تفسير النيسابوري 30/176 ،وقد أورد صفحات عدة في فضائله صلى الله عليه وسلم ،وقد جمع الله له جميع خصائص الرسل أجمعين ،فقد أعطاه الله كتابا خالدا ،وكتاب آدم كان كلمات ،وأعطى إبراهيم وموسى صحفا محدودة ،وكتاب محمد صلى الله عليه وسلم مهيمن على الجميع .
iii المرجع السابق .
iv تفسير النيسابوري بهامش الطبري 30/179 .
v تفسير جزء عم للإمام محمد عبده ص 128 ،مطبعة الشعب ،الطبعة السادسة .
vi نهر وعدنيه ربي عز وجل:
رواه مسلم في الصلاة ( 400 ) وأبو داود في الصلاة ( 784 ) وفي السنة ( 4747 ) والنسائي في الافتتاح ( 904 ) من حديث أني قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله ؟قال: ( أنزلت علي آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمان الرحيم{إنا أعطيناك الكوثر .فصل لربك وانحر .إن شانئك هو الأبتر} .ثم قال: ( أتدرون ما الكوثر ) ؟فقلنا: الله ورسوله أعلم: قال: ( فإنه نهر وعدنيه ربي عز وحل خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم فيختلج العبد منهم فأقول: رب إنه من أمتي فيقول: ما تدري ما أحدثت بعدك ) .زاد ابن الحجر في حديثه: بين أظهرنا في المسجد ،وقال: ما أحدث بعدك .
vii مختصر تفسير ابن كثير المجلد 3 ص 684 .تحقيق محمد علي الصابوني .