ثم وصف الخاشعين وصفا يناسب المقام ، ويظهر وجه الاستعانة به فقال{ الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون} أي الذين يتوقعون لقاء الله تعالى يوم الحساب والجزاء وأنهم إليه راجعون .بعد البعث لا مرجع لهم إلى غيره – قال شيخنا:فالإيمان بلقاء الله تعالى هو الذي يوقف المعتقد عند حدوده ولو لم يكن الاعتقاد يقينيا ، فإن الذي يغلب على ظنه أن هذا الشيء ضار يجتلبه أو أنه نافع يطلبه ، ولذلك اكتفى هنا بذكر الظن ، وقد فسر الظن مفسرنا ( الجلال ) باليقين أنه الاعتقاد المنجي في الآخرة ، وفاته أن الاكتفاء بالظن أبلغ في التقريع والتوبيخ كأن هؤلاء الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يقرءون الكتاب لا يصل إيمانهم بالله وبكتابه إلى درجة الظن الذي يأخذ صاحبه بالاحتياط ( أقول ) بل هو تقليد عادي محض كالعادات القومية والوطنية فهو لا ينجى صاحبه في الآخرة .