قوله تعالى:{ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السموات والأرض شيئا ولا يستطيعون} [ النحل: 73] .
غلّب فيه من يعقل ،على من لا يعقل ،فعبّر بالواو والنون ،إذ في من يُعبد ،من يعقل كالعُزَيْر ،والمسيح ،ومن لا يعقل كالأصنام ،وأفرد"يملك "نظرا إلى لفظ"ما "وجمع{يستطيعون} نظرا إلى معناها({[360]} ) ،كما قال تعالى:{وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره} [ الزخرف: 12 ،13] .
فإن قلتَ: ما فائدة نفي استطاعة الرزق ،بعد نفي ملكه ؟ !
قلتُ: ليس في"يستطيعون "ضمير مفعول هو الرّزق ،بل الاستطاعة منفيّة عنهم مطلقا ،في الرّزق وغيره ،وبتقدير أن فيه ضميرا ،لا يلزم من نفي الملك نفي استطاعته ،لجواز بقاء الاستطاعة على اكتساب الملك ،بخلاف هؤلاء ،فإنهم لا يملكون ،ولا يستطيعون أن يملكوا!!