قوله تعالى:{إذ قال الحواريّون ياعيسى ابن مريم هل يستطيع ربّك أن ينزل علينا مائدة من السّماء ...} الآية [ المائدة: 112] .
فإن قلتَ: كيف قال الحواريّون ذلك – وهم خُلَّصُ أتباع عيسى – وهو كفر ،لأنه شكّ في قدرة الله تعالى({[162]} ) وذلك كفر ؟ !
قلتُ: الاستفهام المذكور ،استفهام من الفعل ،لا من القدرة ،كما يقول الفقير للغني القادر: هل تقدر أن تعطيني شيئا ؟وهذه تسمى استطاعة المطاوعة ،لا استطاعة القدرة .
والمعنى: هل يسهل عليك أن تسأل ربك ؟كقولك لآخر: هل تستطيع أن تقوم معي ؟وأنت تعلم استطاعته لذلك .
فإن قلت: لو كان ما ذكر مرادا ،لما أنكر عليهم عيسى بآخر الآية ؟
قلتُ: إنكاره عليهم إنما كان لإتيانهم بلفظ ،لا يليق بالمؤمن المخلص ذكره .