قوله تعالى : { لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } ؛ قيل في معناه : لن يتقبل الله اللحوم ولا الدماء ولكن يتقبل التقوى منها . وقيل : لن يبلغ رضا الله لحومها ولا دماءها ولكن يبلغه التقوى منكم . وإنما قال ذلك بياناً أنهم إنما يستحقون الثواب بأعمالهم ، إذ كانت اللحوم والدماء فِعْلَ الله فلا يجوز أن يستحقّوا بها الثواب وإنما يستحقونه بفعلهم الذي هو التقوى ومجرى موافقة أمر الله تعالى بذبحها .
قوله تعالى : { كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ } يعني : ذلّلها لتصريف العباد فيما يريدون منها خلاف السباع الممتنعة بما أُعطيت من القوة والآلة .