{ لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ} أي لن يصيب رضاءه لحومها المتصدق بها ،ولا دماؤها المهراقة ،من حيث أنها لحوم ودماء .ولكن بمراعاة النية والإخلاص ،ابتغاء وجهه الأعلى ،ويقرب من هذه الآية قوله تعالى{[5543]}:{ ليس البر أن تولوا وجوهكم} إلى آخرها ،{ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} أي لتعرفوا عظمته فتوحدوه بالعبادة على ما أرشدكم إلى طريق تسخيرها ،وكيفية التقرب بها على لسان أكرم رسله المبعوث بسعادة الدارين .وإنما كرره تذكيرا للنعمة وتعليلا بما بعده .وفي التعليل المذكور شاهد لما قدمناه أولا في معنى قوله تعالى{[5544]}:{ ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} فتذكر .وقوله تعالى:{ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} أي المخلصين في أعمالهم .