قوله تعالى : { قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } . قوله : { فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ } يحتمل معنيين : أحدهما أنهم قالوه على وجه المجاز بمعنى " وربك معين لك " . والثاني : الذهاب الذي هو النقلة ؛ وهذا تشبيهٌ وكفرٌ من قائله ، وهو أوْلى بمعنى الكلام ، لأن الكلام خرج مخرج الإنكار عليهم والتعجب من جهلهم ، وقد يقال على المجاز " قاتله الله " بمعنى أن عداوته لهم كعداوة المقاتل المستعلي عليهم بالاقتدار وعِظَمِ السلطان .