قوله تعالى : { لِئَلاّ يَكُونَ للنّاسِ عَلَيْكُمْ حُجّةٌ إلاَّ الّذيِنَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } [ 150 ] :
من الناس من يحتج به في جواز الاستثناء من غير جنسه ، وقد قال قوم : هو استثناء منقطع{[67]} ، ومعناه : لكن الذين ظلموا منهم يتعلقون بالشبه ويضيعون موضع الحجة ، وهو مثل قوله : { مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إلاَّ اتِّبَاعَ الظّنِّ{[68]} } ، معناه : لكن اتباع الظن .
وقال النابغة :
ولا عَيْبَ فيهم غيرَ أنَّ سيوفَهُم *** بهنَّ فُلول من قِرَاعِ الكتائب ومعناه : لكن بسيوفهم فلول وليس بعيب .
وقيل : أراد بالحجة المحاجة والمجادلة ، ومعناه : لئلا يكون للناس عليكم حجاج إلا الذين ظلموا منهم يحاجونكم بالباطل .