قوله تعالى : { إلا أن تَتّقوا مِنْهُم تُقَاةُ }{[570]} [ 28 ] : يدل على أن إظهار الموافقة في الاعتقاد وغيره جائز للتقية ، وفي نفي الولاية ، دليل على قطع الولاية بينهما في المال والنفس جميعاً .
قوله تعالى : { لا يَتّخِذُ المؤمِنونَ الكافِرينَ أولياءَ مِن دونِ المؤمِنينَ }{[571]} الآية [ 28 ] : يدل على أنه لا يجوز أن يتخذ منهم أولياء وأن يلاطفوا ، ومثله من كتاب الله : { لا تَتّخِذوا بِطانَةً مِنْ دونِكُمْ لا يَألونَكُمْ خَبالاً{[572]} } ، وقال : { لا تجِدُ قَوْماً يؤمِنونَ باللهِ والّيومِ الآخِرِ{[573]} } ، وقال : { فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظّالمينَ{[574]} } ، وقال :{ فَلا تَقْعُدُواْ مَعَهُم حتّى يخوضوا في حديِثٍ غَيْرِهِ إنّكُمْ إذاً مِثْلُهُمْ{[575]} } ، وقال : { ولا تَرْكَنوا إلى الّذينَ ظَلَموا فَتَمَسّكُمُ النّارُ{[576]} } ، وقال : { فأعْرضْ عَمّنْ تَولّى عَن ذِكْرِنا ، ولَمْ يُرِدْ إلاَ الحياةَ الدُّنيا{[577]} } ، وقال : { وأعْرِضْ عَنِ الجاهِلِينَ{[578]} } ، وقال : { يا أيها النّبيُّ جاهِدِ الكُفّارَ والمُنافِقينَ واغْلُظْ عَلَيْهِمْ{[579]} } ، وقال : { يا أيها الّذين آمَنوا لا تَتّخِذوا اليَهودَ والنّصارى أوْلِياءَ بَعْضُهُم أوْلِياءُ بَعْضٍ{[580]} } ، وقال : { وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى ما مَتّعْنا بِه أزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الحياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فيهِ{[581]} } .
فنهى بعد النهي عن مجالستهم وملاطفتهم ، عن النظر إلى أموالهم وأحوالهم في الدنيا .
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بإبل بني المصطلق ، وقد عَبست{[582]} بأبوالها من السمن ، فتقنع بثوبه ومضى يقول : يقول الله عز وجل : { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى ما مَتّعْنا بهِ أزْواجاً مِنْهُمْ{[583]} } .
وقال تعالى : { يا أيها الّذينَ آمَنوا لا تَتخِذوا عَدُويّ وعَدُوَّكُم أوْلِياءَ تُلقونَ إلَيْهِمْ بالمَوَدَّةِ{[584]} } .