قوله تعالى : { يا بَني آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُم لِبَاساً } الآية :[ 26 ] :
اعلم أن ظاهره الإنعام بإنزال اللباس ، ويجوز أن يكون عين اللباس على هيئته قد أنزله الله تعالى على آدم حين أهبطه وتاب عليه ، ويجوز أن يكون قد أنزل ما يحصل منه اللباس من بزره{[1312]} ، وقد ظن علي بن موسى القمي وأبو بكر الرازي ، أن في ذلك دلالة على وجوب ستر العورة ، وذلك أنه قال : { يواري سَوْءَاتِكُم } ، فذلك إشارة إلى الوجوب ، وليس فيه دلالة على ما ذكروه ، بل فيه دلالة على الإنعام فقط .
واحتجوا عليه أيضاً بأن قوله تعالى : { لاَ يَفتننّكُمُ الشّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبُويْكُم مِنَ الجَنَةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا{[1313]} } .
وذلك يدل أيضاً على التحذير من زوال النعمة ، كما نزل بآدم عليه السلام ، هذا أن لو ثبت أن شرع آدم يلزمنا ، والأمر بخلاف ذلك .