المفردات:
أنزلنا عليكم: أعطيناكم ووهبنا لكم ،على حد قوله تعالى: وأنزلنا الحديد بمعنى: خلقنا لكم الحديد .
يواري سوآتكم: يستر ويواري عوراتكم .
ريشا: لباس زينة او مالا .
لباس التقوى: الإيمان وثمراته .
التفسير:
يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم ...الآية .
لما ذكر القرآن في آيات سابقة أن معصية آدم تسببت في ظهور عورته ،وخصف الورق عليها ،وكذلك حواء ،أتبع ذلك بذكر فضل الله على بني آدم ،حيث ألهم الإنسان أن يزرع الأرض ،ويستنبط بعقله وفكره أسباب ستره ،ثم أسباب الزينة والرياش من الملابس الفاخرة ،ثم أنزل الله على الإنسان الكتب ،وأرسل له الرسل ؛ليهديه إلى لباس التقوى والإيمان ،وكل ذلك من آيات الله وفضله على الإنسان ؛حتى يتذكر الإنسان هذه النعم فيعترف لله تعالى بالشكر وبالعبادة .
قال الشوكاني في تفسيره فتح القدير:
تذكروا واعتبروا بما أنزل اله عليكم من مادة اللباس ،وذلك من الصوف والقطن والحرير وما إليها ،وبما ألهمكم وخلق فيكم من الغرائز ؛لمعرفة طرق استنباتها وصناعتها بالغزل والنسيج والخياطة وسائر أنواع صناعة الملابس .
وقد امتن الله بها على بني آدم ؛ليستر عوراتهم التي أبدأها لهم إبليس .
وريشا: المراد بالريش هنا: لباس الزينة ،أي: إن الملابس التي ألهم الله بني آدم اتخاذها حكمتها الستر والزينة .
ولباس التقوى ذلك خير .لباس التقوى هو لباس الإيمان والعمل الصالح والورع واتقاء معاصي الله والخشية من الله ،فذلك خير لباس وأجمل زينة ،وقيل: هو الدرع والمغفر الذي يلبسه من يجاهد في سبيل الله ( 38 ) .
ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون .
أي: ذلك أنزله الله على بني آدم من النعم من دلائل قدرته وإحسانه عليهم ،لعلهم بعد ذلك لا يعودون إلى النسيان الذي أوقع أبويهم في المعصية .