قوله تعالى : { وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين ( 54 ) قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ( 55 ) } :
سمى الله تعالى فرعون مصر في هذه الآية ملكا لأنها حكاية اسم كان يطلق عليه ولم يكن حيا في ذلك الوقت فيكون له حجة في تسميته بذلك . ولو كان حيا لكان لذلك حكم ما . ولهذا كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هرقل عظيم الروم " ، ولم يقل ملك الروم ولا كافر لأن ذلك حكم له بالملك والكفر . وأما كونه عظيمهم فتلك صفة لا تفارقه ، ولو كتب له {[9399]}صلى الله عليه وسلم بالملك لتمسك بذلك كتمسك زياد في قوله : شهد والله لي أبو الحسن .