قوله تعالى : { وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم } :
أقام بعض الناس من هذا الموضع إبطال القول بالتقليد جملة{[9485]} وهو مذهب حذاق الأصوليين خلافا للحشوية والتعلمية الذين ذهبوا إلى أن {[9486]} طريق معرفة الحق التقليد ، وأن ذلك هو الواجب وأن النظر والبحث حرام .
وهو انتزاع حسن لأنهم اتبعوا الشيطان بمجرد دعواهم ولم يطلبوا منه برهانا . فحكى الله تعالى قول الشيطان تقبيحا لذلك الفعل منهم وإجابتهم بغير أسبابه ، فدل هذا أنه لا يقلد أحد بمجرد دعواه .