قوله تعالى – حكاية عن زكريا عليه السلام - : { فهب لي من لدنك وليا ( 5 ) يرثني ويرث من آل يعقوب } :
اختلف الناس في هذه الوراثة المطلوبة {[9671]} ما هي ؟ فأكثر المفسرين على أنها وراثة المال وقال قوم بل وراثة الدين ، أي من يقوم بالدين من بعده . وقد اختلف في وراثة الأنبياء ، فذهب الجمهور إلى أنهم لا يورثون ، وذهب قوم إلى أنهم يورثون واحتجوا بهذه الآية على التفسير الأول ، وبقوله تعالى : { وورث سليمان داود } [ النمل : 16 ] . وافترق الجمهور في رد ما ذهب إليه هؤلاء في الآية على فرق ، منهم من ذهب إلى التفسير الثاني ، ومنهم من قال الآية على ظاهرها وقال هذه شريعة قد كانت ونسختها شريعة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه قد جاء عنه عليه الصلاة والسلام : " إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة " {[9672]} والقول بأن الأنبياء لا يورثون هو الصحيح ويؤيده {[9673]} ذكر العاقر في الآية .