قوله تعالى : { يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها } :
اختلف في الزلزلة المذكورة هل تكون في الدنيا على من تقوم عليه القيامة أم هي يوم القيامة على جميع العالم . فقال الجمهور هي في الدنيا ، والضمير في { ترونها } عائد على الزلزلة وقال هؤلاء إن الرضاع والحمل لا يكون إلا في الدنيا ، وعضدوا به مذهبهم . وقال قوم هي في يوم القيامة ، والضمير في : { ترونها } عائد على الساعة أي يوم ترون ابتداءها في الدنيا ، وإن لم يعيدوا الضمير على الزلزلة لئلا يلزمهم أن يكون الحمل والرضاع في يوم القيامة . وقال بعضهم بل هي في يوم القيامة والضمير في { ترونها } عائد على الزلزلة ، وزعموا أن المراد بكل ذات حمل من مات من الإناث وولدها في جوفها {[9754]} ويجعلون المرضعة – والله تعالى أعلم – من كانت مرضعة في الدنيا ، واحتج بهذا التأويل من يقول أن المرأة إذا ماتت بجنين في بطنها لم يبقر عليه ، وهو قول ابن القاسم ، خلاف قول أشهب .