– قوله تعالى : { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما67 } :
اختلف في تأويل الآية فقال بعض المفسرين : الذي لا يسرف هو المنفق في الطاعة وإن أسرف والمسرف هو المنفق في المعصية وإن قل إنفاقه ، والمقتر هو الذي يمنع حقا عليه ، وهو قول ابن عباس وغيره {[10228]} . وقيل الإسراف أن تنفق مال غيرك ، والإقتار التقصير فيما يجب عليك {[10229]} والقوام النفقة بالعدل والاستقامة . والأحسن أن يقال إن هذا كله في نفقة الطاعات وفي المباحات ، فأراد تعالى أن لا يفرط الإنسان حتى يضيع حق آخر أو عيالا ونحو هذا وأن لا يضيق ولا يقتر حتى يجيع العيال ونحو ذلك ، وأن يجري في ذلك إلى القوام أي المعتدل وذلك في كل أحد بحسب حاله . وإنما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر يتصدق{[10230]} بجميع ماله لأن ذلك له قوام بحسب جلده وصبره في الدين ومنع غيره منه لأنه كان له قواما بحسب جلده وصبره . وإلى نحو هذا ذهب النخعي {[10231]} وغيره وقد تقدم الكلام على كثير من أحكامه .