{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} أي لم يجاوزوا الحد ،في الإنفاق ،ولم يضيقوا على أنفسهم وأهليهم وما يعروهم بخلا ولؤما .بل كانوا في ذلك متوسطين ،وخير الأمور أوسطها .
قال الزمخشري:وصفهم الله بالقصد الذي هو بين الغلو والتقصير ،وبمثله أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم{[5903]}:{ ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط} وروى الإمام أحمد{[5904]} عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( من فقه الرجل رفقه في معيشته ) وأخرج أيضا عن ابن مسعود{[5905]} قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ما عال من اقتصد ) وروى البزار عن حذيفة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ما أحسن القصد في الغنى ،وما أحسن القصد في الفقر ،وما أحسن القصد في العبادة ) .
وعن الحسن:( ليس في النفقة في سبيل الله سرف ) .وسمع رجل رجلا يقول:لا خير في الإسراف .فقال:لا إسراف في الخير .