– قوله تعالى : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع . . . } الآية :
اختلف في تأويل الآية ، فقال أنس بن مالك أراد بهذه الآية الصلاة بين المغرب والعشاء وقال عطاء وغيره أراد صلاة العشاء الأخيرة . وقال الضحاك هو أن يصلي العشاء والصبح في جماعة . وقال ابن عباس عنى بذلك ملازمة ذكر الله تعالى ، كلما استيقظوا ذكروا الله إما في صلاة وإما في قيام وأما في قعود وعلى جنوبهم . وقال الجمهور أراد بها التجافي في صلاة النوافل بالليل ، وبه قال مالك رحمه الله تعالى . وهذا التأويل أظهر {[10292]} وقد جاءت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يذكر فيها قيام الليل ثم يستشهد بهذه الآية {[10293]} . ورجح الزجاج هذا القول بأنهم جوزوا بإخفاء فدل ذلك على أن العمل إخفاق أيضا وهو قيام الليل . وقد قال عبد الله بن رواحة :
يبيت تجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالمشركين المضاجع{[10294]}
قوله تعالى : { ومما رزقناهم ينفقون } قيل يعني الزكاة المفروضة . وقيل النوافل والصدقات غير المفروضة . وهذا القول أظهر لأنه أمدح .