– قوله تعالى : { ما ضربوه لك إلا جدلا } :
قال النقاش قد استدل بهذه الآية مبطلو القياس والنظر والجدل وزعموا أنه إفصاح أو كالإفصاح بذم الجدل ، والرد عليهم أن يقال إنه تعالى لم يرد بهذا القول ذم الجدل بل أخبر أنهم لم يريدوا بسؤالهم تثبتا ووقوفا عندنا ما يوجبه السؤال . وعبر عن ذلك بالجدل ولا ينكر أن يكون من الجدل ما هو مذموم . فهو الذي أراد تعالى . وقد روى أبو أمامة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما ضل قوم بعد هدي كانوا عليه إلا وأتوا الجدل " ثم قرأ : { ما ضربوه لك إلا جدلا } {[10473]} ورأى عليه الصلاة والسلام قوما يتنازعون في القرآن فغضب حتى كأنما صب في وجهه الخل وقال : " لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فما ضل قوم إلا أوتوا الجدل " {[10474]} . فهذا كله ينبغي أن يحمل على الجدل المذموم وهو الذي لا يراد به إظهار حق .