108- وقوله تعالى : { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم } :
خاطب{[8114]} تعالى بها النبي صلى الله عليه وسلم وسائر المؤمنين . وسببها أن قريشا قالوا لأبي طالب ألا ينتهي محمد وأصحابه عن سب آلهتنا . إما أن يكف عنا وإما أن نسب إلهه ونهجوه . فنزلت الآية وحكمها أبدا محكم . فمتى خاف المسلم أن يسب دين الكفار وأن يسب الكافر الله عز وجل أو النبي صلى الله عليه وسلم أو الإسلام وأهله لم يجز له أن يسب دينهم ولا شيئا من صلبانهم ولا أن يتعرض إلى ما يدعو إلى ذلك .
وفي هذه الآية ما يدل على القول بسد الذرائع وقد تقدم الكلام على نحو من هذا بما أغنى عن إعادته هنا . وقيل إنها منسوخة بالسيف{[8115]} .