قوله تعالى : { ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق } :
الذي يوجب قتلها و هذا لفظ مجمل قد بينه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بثلاث : كفر بعد إيمان ، وزنا بعد إحصان ، وقتل نفس بغير نفس " {[8240]} .
وهذا الحديث يقتضي انحصار القتل في هذه الثلاثة الأشياء كما اقتضى قوله تعالى : { قل لا أجد } انحصار التحريم فيما ذكره ، والقول فيه كالقول في الآية . فلا ينكر أن يكون ثم وجه آخر للقتل غير ذلك . وما أتى من ذلك فهو زيادة بيان لا نسخ . قال بعض شيوخنا : وقد ذكر علماؤنا أن أسباب القتل عشرة منها ما هو {[8241]} متفق عليها ومنها ما هو {[8242]} مختلف فيها . فما زاد من ذلك على الثلاثة المذكورة في القرآن فهو بيان ومثل ذلك قتل المحارب هو مضاف إلى ما ورد في الحديث كذلك سائر ما يرد من أسباب القتل . إلا أنه قد يمكن أن يقال في المحارب أنه داخل تحت قوله عليه الصلاة والسلام : " وقتل نفس بغير نفس " .