وقوله تعالى : { فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا } :
قال المفسرون أحل الله بهذه الآية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ما كان محظورا على غيرهم من الغنائم لأنها لم تحل لأحد قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم وإنما كانت تنزل نار من السماء فتأكلها بدليل قوله عليه الصلاة والسلام : " لم تحل لأحد قبلنا " {[8797]} ويعترض هذا القول في الآية بأن يقال قد كان حكم تحليل الغنم قبل وقعة بدر في السرية التي قتل فيها عمرو بن الحضرمي {[8798]} ، فالأحسن أن يقال في الآية أنه إنما أراد فيها إلحاق ما يؤخذ من الأسارى بالغنائم التي تقدم تحليلها وسيأتي الكلام على حكم الأسارى في سورة القتال . وفي الآية دليل على جواز الأكل من الغنيمة قبل القسمة لأن إباحة الأكل منها {[8799]} مطلقة لم يخص قبل القسمة أو بعدها .