وقوله تعالى : { لولا كتاب من الله } :
يحتمل أن يكون هذا الوعيد على ما فعلوه من المفاداة وترك القتل . وروي أنهم لما أسرعوا إلى الغنائم أنزلها الله تعالى . واختلف المفسرون في معنى كتاب من الله ، فقيل المعنى لولا أن القرآن الذي صدقتم لما مسكم العذاب لأخذكم هذا الفداء . وقيل الكتاب السابق هو المغفرة لأهل بدر ما تقدم أو تأخر من ذنوبهم {[8795]} . وقيل هو ما كان الله تعالى قضاه في الأزل من إحلال الغنائم والفداء لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وكانت في سائر الأمم محرمة {[8796]} . وقيل هو أن الله تعالى قضى أن لا يعاقب أحد على ذنب أتاه بجهالة ، وهذا قول ضعيف . وقيل هو أن لا يعذب أحد بذنب قبل النهي عنه . وقيل هو ما قضاه الله تعالى من محو الصغائر لا باجتناب الكبائر ، وذهب الطبري إلى دخول هذه المعاني كلها تحت اللفظ ولم يخصصه بمعنى دون معنى .