وقوله تعالى : { كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله } الآية :
هو استفهام على وجه التعجب والاستبعاد ، أي كيف يكون عهد عند الله وعند {[8896]} رسوله لقوم نقضوا العهد ، لكن الذين لم ينقضوا فلهم عهدهم وهم الذين عوهدوا عند المسجد الحرام . واختلف في المعنى بهذا ، فقيل قريش {[8897]} وقيل بنو خزيمة بن الديل {[8898]} وقيل قبائل بني بكر لما دخلوا وقت الحديبية في الهدنة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش فلم يكن نقض إلا قريش وبنو الديل من بني بكر فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإتمام العهد لمن لم يكن نقض {[8899]} . وقيل المعنى بذلك بخزاعة {[8900]} . وقول من زعم أنهم خزاعة أو قريش مردود لأن قريشا وخزاعة قد كانوا أسلموا عام الفتح فلم يأت يوم الأذان إلا وهم مسلمون ، والأذان بعد الفتح بسنة ، قاله الطبري .