أمّا امرأة العزيز فقد وصلها ما دار بين النسوة من افتضاحها ( فلمّا سمعت بمكرهنّ أرسلت إليهنّ واعتدت لهنّ متكئاً وأتت كلّ واحدة منهنّ سكيناً ){[1877]} .
هذا العمل دليل على أنّ امرأة العزيز لم تكن تكترث بزوجها ،ولم تأخذ الدرس من فضيحتها ،ثمّ أمرت يوسف أن يتخطّى في المجلس ( وقالت اُخرج عليهن ) وتعبير ( اُخرج عليهن ) بدلا من «اُدخل » يشير إلى أنّها كانت أخفت يوسف داخل البيت ،أو جعلته مشغولا في إحدى الغرف التي يوضع فيها الغذاء عادةً حتّى يكون دخوله إلى المجلس مفاجأة للجميع .
نساء مصروطبقاً لبعض الرّوايات التي تقول: كنّ عشراً ..أو أكثرفوجئن بظهور يوسف كأنّه البدر أو الشمس الطالعة ،فتحيّرن من جماله ( فلمّا رأينه أكبرنه ) وفقدن أنفسهنّ ( وقطّعن أيديهن ) مكان الفاكهة ،وحين وجدن الحياء والعفّة تشرقان من عينيه وقد احمّر وجهه خجلا صحن جميعاً و ( قلن حاشا لله ما هذا بشراً إن هذا إلاّ ملك كريم ){[1878]} .
وهناك أقوال بين المفسّرين في أنّ النسوة إلى أي حدّ قطّعن أيديهن ؟فمنهم من بالغ في الأمر ،ولكن كما يستفاد من القرآن على نحو الإجمال أنّهن جرحن أيديهنّ .