/م84
لو أنّ الفخر الرازي تجاوز قليلا حدود عقائده لم يكن ليسقط في هكذا تناقض وعناد فاحش .لأنّ القرآن يقول: ( يوم يبعث في كل أُمّة شهيداً عليهم من أنفسهم ) وليس مجموع الأُمّة شاهداً على كل فرد من أفراد الأُمّة .
وكما ذكرنا عند تفسيرنا للآية ( 41 ) من سورة النساء أنّ هناك احتمالين آخرين في تفسير «هؤلاء »:
الأوّل: أنّ «هؤلاء » إِشارة إلى شهداء الأمم السابقة من الأنبياء( عليهم السلام )والأوصياء ،فيكون النّبي شاهداً على هذه الأمة وشاهداً على الأنبياء السابقين أيضاً .
الثّاني: المقصود من الشاهد هنا هو الشاهد العملي ،أيْ: شخص يكون وجوده قدوة وميزاناً لتمييز الحق من الباطل .
( والمزيد من الإِيضاح ،راجع ذيل الآية ( 41 ) من سورة النساء ) .
وبما أنّ جعل الشاهد فرع لوجود برنامج كامل وجامع للناس بما تتم فيه الحجّة عليهم ،ويصح فيه مفهوم النظارة والمراقبة ،لذا يقول القرآن بعد ذلك مباشرة: ( ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكلَّ شيء وهدىً ورحمةً وبشرى للمسلمين ) .
/خ89