/م64
التّفسير
الطاعة التّامة:
بالرّغم من أن لهذه الآية سبب نزول ذكر أعلاه ،إِلاّ أنّ هذا لا يكون مانعاً من أن يكون لها ارتباطاً منطقياً بالآيات السابقة ،لأنّها تأكيد على أنّ كل ما أتى به جبرئيل من الآيات السابقة قد بلغه عن الله بدون زيادة أو نقصان ،ولا شيء من عنده ،فتتحدث الآية الأُولى على لسان رسول الوحي فتقول: ( وما نتنزل إِلاّ بأمر ربّك ) فكل شيء منه ،ونحن عباد وضعنا أرواحنا وقلوبنا على الأكف ( له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك ) والخلاصة: فإنّ الماضي والحاضر والمستقبل ،وهنا وهناك وكل مكان ،والدنيا والآخرة والبرزخ ،كل ذلك متعلق بذات الله المقدسة .
وقد ذكر بعض المفسّرين لجملة ( له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك )آراء عديدة بلغت أحياناً أحد عشر قولاً ما ذكرنا أعلاه هو أنسبها جميعاً كما يبدو ..