/م23
أمّا الآية التالية فهي تتناول هذا الموضوع بنحو من التفصيل والتأكيد والتهديد والتقريع ،فتخاطب النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليعنف أُولئك الذين لا يرغبون في جهاد المشركين لما ذكرناه آنفاً ،فتقول ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ) .
ولما كان ترجيح مثل هذه الأُمور على رضا الله والجهاد في سبيله ،يعدّ نوعاً من العصيان والفسق البيّن ،وإن من تشبث قلبه بالدنيا وزخرفها وزبرجها غير جدير بهداية الله ،فإنّ الآية تعقب في الختام قائلةً ( والله لا يهدي القوم الفاسقين ) .
/خ24