ثم أشار تعالى إلى أن مقتضى الإيمان ترك الميل الطبيعي إذا كان مانعا من محبة الله ،ومحبة واسطة الوصول إليه ومحبة ما يعلى دينه بقوله:
24{ قل إن كان ءاباؤكم وأبناؤكم إخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}
{ قل إن كان ءاباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم} أي أقاربكم الأدنون ،أو قبيلتكم .قال أهل اللغة:عشيرة الرجل بنو أبيه الأدنون أو قبيلته كالعشير بلا هاء- مأخوذة من ( العشرة ) أي المعاشرة ،لأنها من شأنهم أو من ( العشرة ) الذي هو العدد لكمالهم ،لأنها عدد كامل{ وأموال اقترفتموها} أي اكتسبتموها{ وتجارة تخشون كسادها} أي فوات وقت نفاذها بفراقكم لها{ ومساكن ترضونها} أي منازل تعجبكم الإقامة فيها من الدور والبساتين{ أحب إليكم من الله} أي المنعم بالكل{ ورسوله} وهو واسطة نعمه{ وجهاد في سبيله} أي مما يعلي دينه{ فتربصوا} أي انتظروا{ حتى يأتي الله بأمره} أي بقضائه ،وهو عذاب عاجل ،أو عقاب آجل ،أو فتح مكة ،وهذا أمر تهديد وتخويف أي فارتقبوا قهر الله بدعوى محبته بالإيمان ،وتكذيبها بترجيح محبة غيره{ والله لا يهدي القوم الفاسقين} أي الخارجين عن الطاعة في مولاة المشركين والمؤثرين لما ذكر على رضاه تعالى .
/خ24