/م32
المفردات:
وأحيط بثمره: أهلكت أمواله ،يقال: أحاط به العدو ،إذا استولى عليه وغلبه ،ثم استعمل في كل إهلاك .
يقلب كفيه: هذا أسلوب في اللغة يفيد: الندامة والحسرة ؛فإن من تعظم حسرته ،يصفق بإحدى يديه على الأخرى ،متأسفا متلهفا .
خاوية: ساقطة مهشمة محطمة ،يقال: خوت الدار ،وخويت ،خيا ،وخويا: تهدمت وخلت من أهلها .
العروش: واحدها: عرش ،وهي الأعمدة التي توضع عليها الكروم .
التفسير:
42-{وأحيط بثمر فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربّي أحدا} .
الإحاطة: مأخوذة من إحاطة العدو بعدوه ،ومن جميع نواحيه ،لإهلاكه واستئصاله .
والمعنى: فحدث ما توقعه الرجل الصالح من إرسال الحسبان على بستان صاحبه الجاحد المغرور ،وأحيط بثمره بأن هلكت أمواله كلها ،جزاء بطره وتكبره غروره .
{فأصبح يقلب كفّيه على ما أنفق فيها} .
أي: سار يعض بنان الندم ،ويضرب إحدى يديه بالأخرى كناية عن الحسرة والأسف والخزي والهوان ،وهو يبدي اللوعة والحزن ؛لبوار أرضه ،وهلاك ما أنفقه عليها ،وتهدم الدور والقصور ،وسقوط السقوف على الجدران .
والغني المغرور ،يشاهد جنته بجميع ما اشتملت عليه صار خرابا يبابا لا حياة فيها ولا متعة فيندم أشد الندم ،على تبجحه وغروره .
{ويقول يا ليتني لم أشرك بربّي أحدا} .
لقد اعترف بعد فوات الأوان ،أنه تجبر وتكبر وتطاول على من خلقه ورزقه ،وأنكر البعث والحساب ،وجحد قدرة القدير .
فلما ضاعت منه الدنيا ،عظمت حسرته عليها ،وتمنى لو أنه اعتدل في تفكيره ،وحافظ على الإيمان بالله ،ولم يشرك معه الهوى والجحود والكفران !