{وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوّا كبيرا ( 21 ) يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا ( 22 ) وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا( 23 ) أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا( 24 ) ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا( 25 ) الملك يومئذ الحق للرحمان وكان يوما على الكافرين عسيرا( 26 ) ويوم يعضّ الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا( 27 ) يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا( 28 ) لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا( 29 )}
المفردات:
لا يرجون: لا يخافون ،أو لا يتوقعون .
لقاءنا: الرجوع إلينا للحساب ،أو لقاء جزائنا .
لولا أنزل: هلا أنزل علينا الملائكة لكي يخبرونا بصدق محمد صلى الله عليه وسلم .
أو نرى ربنا: أو هلا نرى ربنا جهرة ومعانية ،ليقول لنا إن محمدا رسول من عندي .
استكبروا في أنفسهم: أوقعوا الاستكبار في شأن أنفسهم ،بعدّها كبيرة الشأن .
العتوّ: تجاوز الحدّ في الظلم والعدوان .
عتوا كبيرا: وصلوا إلى الغاية القصوى منه ،حين كذبوا الرسول الذي جاء بالوحي ،ولم يكترثوا بالمعجزات التي أتاهم بها .
التفسير:
21-{وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ..}
قال الكفار الذين لا أمل لهم في البعث والجزاء والحساب ،لأنهم ينكرون البعث ولا يتوقعونه ،قالوا على سبيل التعنت والعناد: هلا أنزل علينا الملائكة ،لكي يخبرونا بصدق محمد ،أو هلا نرى ربنا فينبئنا بذلك .
وشبيه بهذه الآية قوله تعالى: أو{تأتي بالله والملائكة قبيلا} [ الإسراء: 92]} أي: ليشهدوا بصدقك .
{لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا} .
لقد أضمروا في أنفسهم الكبر والغرور ،والبعد عن الحق ،والظلم والطغيان ،ووصلوا في عتوّهم إلى الغاية القصوى منه .