64- وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ ... الآية .أي: وما أرسلنا رسولا من الرسل ،لأمر من الأمور ،إلا ليطيعه الناس بسبب إذنه تعالى لهم في طاعته ،وأمره لهم بأن يتبعوه ،فإن طاعة الرسول طاعة لله .مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ .( النساء:80 ) .
وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ .
في هذا بيان لما كان يجب عليهم أن يفعلوه حين ظلموا أنفسهم .أي: ولو أنهم حين ظلموا أنفسهم- بترك طاعة الله تعالى- بادروا بالمجيء إليك معتذرين عن جرائمهم ،مبالغين في التضرع إلى الله ،والتوبة إليه من ذنوبهم ،حتى تقوم شفيعا لهم إلى ربك ،طالبا منه المغفرة لهم .
لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا .أي: لو أنهم فعلوا ذلك ؛لوجدوا أبواب التوبة مفتحة لهم ،ورحمته تعالى محيطة بهم .
وفي هذه الآية ،إرشاد لسائر العصاة والمذنبين ،إذا وقع منهم ذنب أو خطيئة أن يبادروا بالتوبة والندم ؛كي يفوزوا بغفران الله لهم .