/م21
المفردات:
أخا عاد: هود عليه السلام ،وكانت أخوته لعاد في النسب لا في الدين .
الأحقاف: جمع حقف ،وهو ما استطال من الرمل واعوج ،ولم يبلغ أن يكون جبلا ،من أحقوقف الشيء ،إذا اعوج .
النذر: واحدهم نذير ،أي: منذر .
من بين يديه: من قبله .
ومن خلفه: ومن بعده ،أي: وقد مضت الرسل من قبل هود ومن بعده .
التفسير:
21-{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} .
هذه القصة تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم بذكر قصة أخ له من المرسلين ،كذب من قومه ،فصبر حتى نصره الله وأهلك الكافرين ،وفيها تهديد ووعيد لأهل مكة ،وأشباههم من المكذبين .
والمعنى:
اذكر في نفسك قصة هود مع قومه عاد ،واذكرها لقومك ليعتبروا بمضمونها ،فهو رسول كريم ،دعا قومه الذين كانوا يسكنون الأحقاف ،وهي رمال ملتوية لم تبلغ أن تكون جبلا ،وكانت بالشِّحر يقال ( شِحْر عمان ) أي في مكان بين عمان واليمن على ساحل البحر ،ويقال في حضرموت .
وحين كنت أعمل أستاذا ورئيسا لقسم العلوم الإسلامية بجامعة السلطان قابوس في المدة من ( 1986م-1996م ) بسلطنة عمان ،اكتشفت آثار قرب مدينة صلالة ،وهي مدينة تقع بين سلطنة عمان واليمن ،وذكر المكتشفون أن المرجح أنها القرى التي طمرتها الرياح وأهلكت أهلها ،ولم يبق من أهلها إلا المساكن ،أي بقايا عاد الأولى .
وقد أرسل الله الرسل إلى قومهم من قبل هود ومن بعده ،يدعون قومهم إلى الإيمان بالله تعالى ،ويحذرونهم من عبادة الأوثان والأصنام والتكذيب بالمرسلين حتى لا ينزل بهم العذاب الذي نزل بمن كذب قبلهم ،كقوم نوح .
قال تعالى:{وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا} ( الإسراء: 17 ) .