/م1
المفردات:
الظهار: هو أن يقول الرجل لزوجته: أنت علي كظهر أمي ،أي محرمة ،وقد كان هذا أشد طلاق في الجاهلية .
إن أمهاتكم: ما أمهاتكم .
منكرا: المنكر ما ينكره العقل والشرع والطبع .
زورا: كذبا منحرفا عن الحق .
2- التفسير:
{الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} .
تبين هذه الآية حكم الظهار ،وأنه حرام وعدوان ،بل قال بعضهم إنه من الكبائر ،لأنه إقدام على تبديل حكم لله بغير إذنه ،ولهذا أوجب فيه الكفارة العظمى تأديبا للمسلم ،وتحذيرا لغيره من هذا السلوك .
والمعنى:
الذين يحرمون زوجاتهم على أنفسهم ،ويقول الواحد منهم لزوجته: أنت علي كظهر أمي ،هم خاطئون مزورون ،قائلون للمنكر والكذب ،فالزوجة ليست أما ،ولا تأخذ حكم الأم .
الأم هي التي ولدتك وأرضعتك ،وأوجب الله لها الخضوع والطاعة ،وحسن المعاملة والتلطف ،والبر وعدم العقوق ،والزوجة أحل الله لك الاستمتاع بها ،وأمرك بحسن عشرتها ،وعند نشوزها أمرك بوعظها وهجرها ،وضربها ضربا غير مبرح ،رغبة في استدامة العشرة ،وأوجب عليك الصبر عليها ،والنفقة والمودة والرحمة .
أما أن تقول لها: أنت علي كظهر أمي ،فهذا منكر ينكره الشرع والطبع ،وهو زور وكذب وباطل ،فأقلعوا عنه ،وتوبوا إلى الله منه ،فإن الله عظيم العفو عن التائبين ،وهو واسع المغفرة وعظيم الرحمة لكل تواب مهتد ،نادم على ذنبه ،رجاع إلى ربه .