113- ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون ...الآية .
هذه الآية مرتبطة بقوله تعالى: يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ...
والمعنى: يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ليغروا به الضعفاء ،ولتميل إلى هذا الزخرف الباطل في القول ،قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ،لموافقته لأهوائهم وشهواتهم ،وليرضوه لأنفسهم ،وليكتسبوا ما هم مكتسبون ،من الأعمال السيئة ،فإن الله سيجازيهم عليها بما يستحقونه .
قال أبو حيان التوحيدي في تفسير الآية:
وترتيب هذه المفاعيل في غاية الفصاحة ؛لأنه أولا يكون الخداع ،فيكون الميل ،فيكون الرضا ،فيكون الاقتراف .فكل واحد مسبب عما قبله .
وقد جعل القرآن عدم إيمانهم بالآخرة ،سببا لإصغائهم إلى شياطين الإنس والجن ،وما يزخرفونه لهم من الكفر والمعاصي ؛لأنهم لو كانوا يعتقدون البعث والحساب والجزاء ؛لفكروا فيما يلقيه الشياطين ،ولخافوا سوء عاقبته .