أنظر كيف كذبوا على أنفسهم ...الآية .أي انظر وتأمل وتعجب أيها العاقل كيف كذب هؤلاء المشركون على أنفسهم حين قالوا: والله ربنا ما كنا مشركين .فأنكروا ما وقع منهم في الدنيا من الشرك .
وضل عنهم ما كانوا يفترون .أي زال وذهب افتراؤهم ،وتلاشى وبطل ما كانوا يظنونه من أن الشركاء يقربونهم إلى الله ،وفارقهم ما كانوا يعبدون من دون الله ،فلم يغن عنهم شيئا .
قال الزمخشري:
فإن قلت: كيف يصح أن يكذبوا حين يطلعون على حقائق الأمور ،مع أن الكذب والجحود لا وجه لمنفعته ؟قلت: الممتحن ينطق بما ينفعه وبما لا ينفعه من غير تمييز بينهما خبرة ودهشا: ألا تراهم يقولون ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون .وقد أيقنوا بالخلود ولم يشكوا فيه ،ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك ..وقد علموا أنه لا يقضي عليهم ( 75 ) .