المفردات:
نسوا ما ذكروا به: تركوا الاتعاظ بما خوفوا به ،وهو: البأساء والضراء .
بغتة: فجأة .
مبلسون: متحيرون ،آيسون من النجاة .
التفسير:
44- فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون .
والمعنى: فلما أعرضوا عن النذر والعظات التي وجهها إليهم الرسل ،فتحنا عليهم أبواب كل شيء من الرزق وأسباب القوة والجاه ،حتى إذا اغتروا وبطروا بما أوتوا من ذلك أخذناهم بالعقاب فجأة فإذا هم متحيرون يائسون .
والتعبير بقوله تعالى: فتحنا عليهم أبواب كل شيء .يرسم صورة بليغة لإقبال الدنيا عليهم من جميع أقطارها بجميع ألوان نعمها ،وبكل قوتها وإغرائها ،فهو اختبار لهم بالنعمة بعد أن ابتلاهم بالبأساء والضراء .
وكان الأخذ بغتة وفجأة ليكون أشد وقعا وأفظع هولا ،أي أخذناهم بعذاب الاستئصال حال كوننا مباغتين لهم ،أو حال كونهم مبغوتين فقد فاجأهم العذاب على غرة بدون إمهال .
وإذا في قوله تعالى: فإذا هم مبلسون .فجائية ،والمبلس الباهت الحزين اليائس من الخير الذي لا يحير جوابا لشدة ما نزل به من سوء الحال .
روى الإمام أحمد بسنده عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ( إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا – على معاصيه – ما يحب ،فإنما هو استدراج ،ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون .( 81 ) .