/م7
المفردات:
أن تبرّوهم: أي: تفعلوا البرّ والخير لهم .
وتقسطوا إليهم: وتعدلوا فيهم بالبر والإحسان .
المقسطين: العادلين .
التفسير:
8-{لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} .
لا ينهاكم الله عن البرّ والعدل مع الكفار الذين لم يقاتلوكم بسبب دينكم ،ولم يخرجوكم من دياركم ،ولم يعاونوا على إخراجكم أن تحسنوا إليهم في معاملاتهم ،وتكرموهم وتمنحوهم صلتكم ،وتعدلوا بينهم ،إن الله يحبّ أهل البرّ والتواصل والحق والعدل .
جاء في التفسير الكبير للرازي ما يأتي:
قال ابن عباس: نزلت هذه الآية في خزاعة ،وذلك أنهم صالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا يقاتلوه ولا يعينوا عليه أحدا فرخّص الله في برّهم والإحسان إليهم .
وأخرج الشيخان ،وأحمد ،عن أسماء بنت أبي بكر ،أنها قالت: قدمت أمي – وهي مشركة – في عهد قريش حين عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم – تعني في صلح الحديبية - فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ،إن أمي قدمت وهي راغبة ،أفأصلها ؟قال:"نعم ،صلي أمك "،فأنزل الله تعالى:{لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} . xi
وجاء في الحديث الصحيح:"المقسطون على منابر من نور عن يمين العرش الذي يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ".والعبرة هنا أيضا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .