{وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ( 164 ) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كانوا يَفْسُقُونَ ( 165 ) فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ ( 166 )}
المفردات:
معذرة إلى ربكم: قال الأزهري: المعذرة بمعنى: الاعتذار ،وعدي بإلى متضمنة معنى: الإنهاء والإبلاغ .
التفسير:
{164 - وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ....} الآية .
قال المفسرون: افترق أهل القرية ثلاث فرق ،فرقة صادت وأكلت ،وفرقة نهت وزجرت ،وفرقت أمسكت عن الصيد .اه ،
لقد امتحن الله أهل هذه القرية ،بظهور السمك كثيرا سمينا يوم السبت واختفائه أو قلته في الأيام الأخرى ،ثم وسوس الشيطان لجماعة منهم ،فاصطادوا السمك بالحيلة ،حيث تركوه يتقدم عند مد الماء ،وعملوا أحواضا لمنعه من العودة إلى البحر عند جزر الماء .
وعندئذ تصدى لهم العلماء المخلصون بالنصح والتحذير ،فقالت فئة ثالثة وقفت على الحياد واعتزلت الفريقين:
{لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا} .
أي: أن الله قد قضى بإهلاكهم في الدنيا ؛لتمردهم وعصيانهم ،وادخر لهم عذابا شديدا في الآخرة ؛جزاء مخالفتهم لأمر الله وعدوانهم في السبت ؛فهو يوم عبادة وتفرغ فاحتالوا على صيد السمك ،واستحقوا الهلاك أو العذاب .
{قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون} .
أجاب الواعظون للمعترضين على الوعظ والتنبيه: أنا نعظهم لنبرئ أنفسنا من السكوت على المنكر ،ونعتذر إلى ربنا بأننا أدينا واجبنا في الإنكار عليهم ،ونحن لا نيأس من صلاحهم وعودتهم إلى الحق ،ولعلهم بهذا الإنذار يتقون ما هم فيه ويتركونه ،ويرجعون إلى الله تائبين ،فإذا تابوا تاب الله عليهم ورحمهم .