ثم بين تعالى تماديهم في العدوان ،وعدم انزعاجهم عنه ،بعد العظات والإنذارات ،بقوله سبحانه:
[ 164]{ وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ( 164 )} .
{ وإذ قالت أمة منهم} أي جماعة من صلحائهم ،يحاورون فريقا ممن دأب في عظتهم{ لم تعظون قوما الله مهلكهم} أي:مخترمهم ومطهر الأرض منهم{ أو معذبهم/ عذابا شديدا} أي بل معذبهم عذابا شديدا ،إذ مجرد الإهلاك قد يوجد معه لطف ،وأما شدة العذاب فتلك القاصمة{ قالوا} أي:الوعاظ{ معذرة إلى ربكم} أي نعظهم معذرة إليه تعالى ،لئلا ننسب إلى التفريط في وصيته بالنهي عن المنكر .وقرئ بالرفع .أي موعظتنا معذرة{ ولعلهم يتقون} أي ورجاء في أن يتقوا فيتوبوا فينجوا من الإهلاك .