المفردات:
لتنذر به: الإنذار الإخبار مع تخويف العاقبة .
وذكرى: أي: وتذكير .
أولياء: أعوان ونصراء جمع ولي .
التفسير:
اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ...
أي: اتبعوا القرآن العظيم ،والسنة النبوية معه ؛لأنها تبينه وتفسره فقد قال تعالى: وما آتكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا .. ( الحشر: 7 ) .
والآية الكريمة كلام مستأنف خوطب به كافة المكلفين .
قال د .محمد سيد طنطاوي:
أي: اتبعوا أيها الناس ملة الإسلام وأحلوا حلاله ،وحرموا حرامه ،وامتثلوا أوامره ،واجتنبوا نواهيه ،لأن الذي أنزل عليكم هذه الشريعة هو ربكم ،الذي هو خالقكم ومربيكم ومدبر أموركم ،والعليم بما فيه مصلحتكم .
ولا تتبعوا من دونه أولياء .
أي: أفردوا الله بالألوهية ،ولا تتجاوزونه إلا الشركاء والرؤساء فيما يحللونه ويحرمونه .
قال أبو السعود: ولا تتبعوا من دونه ...أي: من دون ربكم الذي أنزل إليكم ما يهديكم إلى الحق .
أولياء .من الجن والإنس بأن تقبلوا منهم ما يلقونه إليكم بطريق الوسوسة والإغواء من الأباطيل ؛ليضلوكم عن الحق ،ويحملوكم على البدع والأهواء الزائفة .
قليلا ما تذكرون .
أي: تذكروا قليلا ما تتذكرون .
قال أبو السعود: وقرئ يتذكرون على صيغة الغيبة ،وقليلا منصوب على أنه نعت لمصدر محذوف أو لظرف زمان محذوف ،وما مزيدة ؛لتأكيد القلة .
أي: تذكروا قليلا ،أو زمانا قليلا تتذكرون لا كثيرا ،حيث لا تتأثرون بذلك ،ولا تعملون بموجبه ،وتتركون دين الله تعالى وتتبعون غيره ،ويجوز أن يراد بالقلة ؛: العدم ،كما قيل في قوله تعالى: فقليلا ما يؤمنون .
والجملة قليلا ما تذكرون .اعتراض تذييلي مسوق ؛لتقبيح حال المخاطبين .
وقال الشوكاني: قليلا ما تذكرون أي: إن البشر يتذكرون الحق في شأن الإيمان قليلا ،وينسون ذلك أو يجهلونه كثيرا .