المفردات:
كم: اسم يفيد التكثير .
والقرية تطلق على الموضع الذي يجتمع فيه الناس وعلى الناس معا .وتطلق على كل منهما كما جاء في قوله تعالى: واسأل القرية أي: أهل القرية .
بأسنا: عذابنا ،بياتا مصدر وقع الحال معناه: بائتين
والبيات: الإغارة على العدو ليلا والإيقاع به على غرة .
قائلون: نائمون في وسط النهار ،والقائلة: الظهيرة والنوم في الظهيرة .
التفسير:
وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون .
قال أبو السعود:
هذا شروع في إنذارهم بما جرى على الأمم الماضية بسبب إعراضهم عن دين الله تعالى ،وإصرارهم على اتباع دين آباءهم .
والمعنى: وكثيرا من القرى الظالمة أردنا إهلاكها ،فنزل على بعضها عذابنا في وقت نوم أهلها بالليل ،كما حصل لقوم لوط ،ونزل على بعضها في وقت استراحة أهلها بالنهار كما حصل لقوم شعيب .
قال الشوكاني في فتح القدير: أو هم قائلون والقيلولة: هي نوم نصف النهار ،وقيل: هي مجرد الاستراحة في ذلك الوقت ؛لشدة الحر من دون نوم ،وخص الوقتين ؛لأنهما وقت السكون والدعة .
فمجيء العذاب فيهما أشد وأفظع .
وقال د .طنطاوي:
ومن العبر التي تؤخذ من هذه الآية أن العاقل هو الذي يحافظ على أداء الأوامر واجتناب النواهي ،ولا يأمن صفو الليالي ،ورخاء الأيام ،بل يعيش حياته وصلته بربه مبنية على الخوف والرجاء: فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون .( الأعراف: 99 ) .