{يَا أيهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أن اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأنهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ( 24 ) وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أن اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ( 25 ) وَاذْكُرُواْ إِذْ أنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأيدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 26 ) يَا أيهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَاناتِكُمْ وَأنتُمْ تَعْلَمُونَ ( 27 ) وَاعْلَمُواْ أنمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأن اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ( 28 ) يِا أيهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ( 29 )}
المفردات:
استجيبوا لله وللرسول: أجيبوه بكمال الطاعة .
إذا دعاكم لما يحييكم: إذا حثكم على الطاعة ،والجهاد الذي فيه حياتكم وسعادتكم .
يحول بين المرء وقلبه: يميته فتفوته فرصة تمكن القلب من الإخلاص والطاعة .
وأنه إليه تحشرون: وأنه إليه تجمعون يوم القيامة ،فيجازيكم على أعمالكم .
التفسير:
24:{يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول ...} الآية .
أيها المؤمنون ،عليكم أن تجيبوا الله وتطيعوا رسوله ،وتمتثلوا أمره ،إذا حثكم على عمل طاعة ،أو خروج للجهاد ،أو اتباع لأحكام الدين ؛لأن ذلك يحيي قلوبكم بالإيمان ،ويوجهكم إلى الخير ،ويكسبكم العزة والقوة ،فتصير إليكم الغلبة والفوز ،وتحيون حياة طيبة ،واعملوا أن الله أقرب إلى المرء من قلبه الذي هو مناط الحياة والموت ،ومنبع الأمن والخوف ،وأنه وحده هو الذي يصرفه من حال إلى حال ،وهو أملكم له من صاحبه ،فيستطيع أن يكون حائلا بين المرء وقلبه ،ويمكن فيه – على حسب مشيئته – الإيمان والطاعة ،أو الكفر والمعصية ،ويبدله من الخوف أمنا ،أو من الأمن خوفا ،وهو الذي يبعثكم يوم القيامة ،وتجمعون إليه يوم الحساب ليجازي كل نفس بما كسبت .