عزير: هو الذي يسميه أهل الكتاب عزرا .
يضاهئون: يشابهون ويحاكون .
يؤفكون: يصرفون عن الحق إلى الباطل .
ترك اليهودُ الوحدانية في عقيدتهم وقالوا: عُزيز ابنُ الله ،وترك النصارى الوحدانية كذلك فقالوا: المسيحُ ابن الله .وقولهم هذا مبتدَع من عندهم ،يردّدونه بأفواههم ،لم يأتِهم به كتاب ولا رسول ،وليس عليه حُجّة ولا برهان .وهم في هذا القول يشابهون قول المشركين قبلهم .
عجباً لهم كيف يَضِلّون عن الحق الظاهر ويَعْدِلون إلى الباطل !
وقد تُستعمل جملة «قاتله الله » هذه بالمدح .
روى ابن إسحاق ،وابن جرير وابن مَرْدَوَيْه عن ابن عباس رضي الله عنه قال: «أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن مشكم ونعمان بن أوفى وأبو أنس وشاس بن قيس ومالك بن الصيف ،وهم من رؤساء اليهود وأحبارهم ،فقالوا: كيف نتّبعك وقد تركتَ قِبلتنا ،وأنت لا تزعم أن عُزَيْراً ابن الله » .
وعُزير هذا كاهن يهودي وكاتب شهير سَكَنَ بابل حوالي سنة 457 ق .م .أسَّس المجمع الكبير ،وجمع أسفار الكتاب المقدس ،وأدخل الأحرفَ الكِلدانية عوضاً عن العِبرية القديمة ،وألّف أسفار الأَيام ،وعِزرا ،ونحِمْيا ،وأحيا الشريعةَ اليهودية بعد أن نُسيت من أجْل هذا فاليهود يقدّسونه حتى إن بعض يهود المدينة أطلق عليه لقب ( ابن الله ) .
وأما النصارى فقد كان القدماء منهم يَعْنُون بقولهم عن المسيح أنه «ابن الله » أنه المحبوبُ أو المكّرم ،كما نقول نحن «الخلق عيال الله » وكان منهم موحِّدون .لكنهم في مَجْمَع نيقية سنة 325م وتحت إشراف الملك قسطنطين ،قرروا عقيدةَ التثليث ،واعتمدوا الأناجيلَ الأربعة ،وأحرقوا ما عداها وكانت تزيد على سبعين إنجيلا .وقد خالف في ذلك خلقٌ كثير منهم يُسَمَّون الموحِّدين أو العقليين ،لكن الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستنتية لا تعتدُّ بنصرانيتهم ولا بدِينهم ،مع أن رسالة المسيح ثابتة في أناجيلهم .ففي إنجيل يوحنا: «وهذه الحياة الأبدية أن يعرفوك ،أنتَ الإلهُ الحقيقي وحدك ،ويسوع المسيحُ الذي أرسلتَه » .
قراءات:
قرأ: «عزير » بالتنوين عاصم والكسائي .والباقون: «عزير » بترك التنوين .وقرأ عاصم: «يضاهئون » بالهمزة والباقون: «يضاهون » بغير همزة .