/م224
{ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} فاللغو أن يقع الكلام حشوا غير مقصود به معناه ، فهو يقول إن هذه الألفاظ التي تسبق إلى اللسان عادة ولا يقصد بها عقد اليمين لغو من القول لا تعد أيمانا حقيقية ، فلا يؤاخذكم الله تعالى بها بفرض الكفارة عليها ولا بالعقاب{ ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم} بأن تقصدوا جعل اسمه الكريم عرضة للابتذال ، أو مانعا لصالح الأعمال ، فإن الله لا ينظر إلى صوركم وأقوالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ، فالقول الحشو الذي لا أثر له في القلب ، ولا شأن له في العمل ، مما يعفو عنه ، ولا يعاقب عليه ،{ والله غفور حليم} يغفر لعبده ما يلم به مما لا يفسد أخلاقه وأعماله ، ولا يتعجل بالعقوبة على هذا اللمم الذي يضعف العبد عن التوقي منه ، ولذلك لم يكلف عباده ما يشق عليهم فيما لم تقصده قلوبهم ولم تتعمده نفوسهم ، لأنه مما لا يدخل تحت سلطة الاختيار .وقد ذكر بعض الفقهاء للغو اليمين غير هذا المعنى المتبادر ووضعوا لذلك أحكاما ذكرها المفسرون ولا حاجة إليها ، وما قلناه هو المتبادر المأثور عن جمهور السلف .